لماذا يسارع “إخوان سوريا” إلى نفي علاقتهم بإيران؟

وكالة وطن 24 الاخبارية : تحت عنوان “الموقف من النظام الإيراني” أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في 7 سبتمبر/أيلول الجاري، وثيقة قدمت فيها رؤية شاملة حول سياسات إيران في المنطقة، وهي خطوة اعتبر الكثيرون أنها تأتي في سياق تبديد الشكوك المنتشرة بشأن نيتها التقارب مع النظام الإيراني.

وأكدت الوثيقة أن النظام الإيراني المعاصر أصبح يمثل بعدًا قوميًا ويحمل مشروعًا طائفيًا عقديًا توسعيًا لاختراق المنطقة العربية، ويوظف الوقود المذهبي الطائفي عبر مظلومية الحالة الشيعية ووجوب الانتقام لها.

وشددت الجماعة على عدم إقامة أي علاقات مع نظام إيران “ما دام محتلًا لبلدنا ويحمل فكرًا معاديًا لأمتنا، وميليشياته تقتل أهلنا”، رافضة الوجود الإيراني وميليشياته على الأرض السورية، كما ترفض عمليات التغيير الديموغرافي وعمليات التجنيس الممنهجة لهذه الميليشيات.

هذه الوثيقة قد تكون الأولى التي يصدرها “إخوان سوريا” بهذا الوضوح والشدة، إلا أن المراقب لمواقف الجماعة خلال الآونة الأخيرة يرى “تكثيف” إصدار البيانات التي تهاجم إيران، وتتبرأ من أي صلة أو تواصل معها، حيث أعادت الجماعة، في 4 سبتمبر/أيلول، نشر بيان سابق لها عبر موقعها الرسمي تؤكد فيه أن الثورة السورية فضحت الوجه القبيح للنظام الإيراني وخطر مشروعه إقليميًا ودوليًا.

وحذرت الوثقة من الخطر الناتج عن التغول الإيراني الأمني والعسكري والثقافي والاقتصادي، إذ يقدر عدد الميليشيات الإيرانية بـ100 ألف مقاتل، وهي تنتشر في 50 قاعدة و515 نقطة عسكرية في معظم المحافظات السورية، وقد تم تجنيس أكثر من 10 آلاف مقاتل منهم، هذا إضافة إلى ارتفاع عدد الحوزات العلمية إلى 69 حوزة بعد عام 2011، بعد أن كانت حوزة واحدة في كل سوريا عام 1976.

وفي 31 أغسطس/آب أصدرت الجماعة بيانًا بشأن تصريحات المرشد الإيراني خامنئي عن المعركة “الحسينية اليزيدية” حيث أكدت أن “التصريح الطائفي المقيت الذي صدر عن مسمى الولي الفقيه، ليفتح عينيّ كل مسلم، أن هؤلاء القوم قد فقدوا الرشد حتى ما عاد فيهم رجاء، لا في أمر دين ولا في أمر دنيا”.

مواقف الجماعة لم تتوقف على نفي العلاقة مع إيران، بل تجاوز ذلك إلى نفي علاقتهم بأي شخص يلتقي بأذرعها الإقليمية كما هو الحال في التوضيح الذي أصدرته الجماعة في 23 أغسطس/آب الماضي، أكدت فيه أن مدير مركز “جسور” محمد سرميني، الذي زار العراق والتقى قادة في الحشد الشعبي العراقي وتيار الحكمة، استقال من الجماعة منذ 10 سنوات، وقُبلت استقالته ولم يعد في صفوف الجماعة من تاريخه.

لماذا بيانات الهجوم؟

يرى كثير من المراقبين والباحثين أن الدافع الأساسي لإصدار إخوان سوريا هذه البيانات المتكررة والمتشددة ضد إيران وسياساتها هو زيارة محمد سرميني الذي كان عضوًا سابقًا في الجماعة، إلى العراق، والتقائه بعدد من قيادات الأحزاب والميليشيات الشيعية.

ففي الوقت الذي ينوه فيه الباحث عباس شريفة أن هناك محاولة من بعض الجهات لتحميل سلوك بعض الأفراد للجماعة، حتى إن كانوا أعضاء سابقين أو منشقين عن الجماعة، يرى الباحث في مركز “حرمون” سمير العبد الله أن كثيرًا من السوريين لم يصدقوا ادعاء الجماعة بفصل السرميني، خاصة أن عدة قيادات من الجماعة دافعت عنه بشكل علني، لذا وجدت الجماعة نفسها مجبرة على إصدار بيان ينفي أي علاقات مع إيران بهدف تهدئة الجدل واستعادة بعض الثقة.

زر الذهاب إلى الأعلى