حماس تحتاج الى مراجعة لنهجها الاعلامي وتصحيح مسار خطابها الشعبي ؟؟!!!

الكاتب – صلاح موسى
بعيدا عن لغة التخوين والتكفير و/او لغة التهجم او الاساءة قمنا بفحص ارقام تتعلق باعداد المعتقلين والشهداء الذين ارتقوا خلال الفترة السنوات الماضية ، والمنازل التي هدمت في اكثر البؤر احتكاكا مع الاحتلال وهي جنين ونابلس وجدنا المعطيات التالية:
1. عدد المعتقلين الفلسطيني في السجون الاسرائيلية يصل عددهم اليوم الى 4900 معتقل ، بعد فحص انتماءاتهم التنظيمة وجدنا ان من 60-66 % منهم ينتمون الى حركة فتح ، بينما من ينتمون الى حركة حماس لا يزيد عن 27% وباقي المعتلقين موزعين على التنظيمات الاخرى ، مع العلم ان هذه النسب تتراوح زيادة او نقصان حسب كل فترة من الفترات وتبقى حركة فتح في كافة المراحل هي الاكبر عددا، وهنا نتساءل من هي الجهة التي تقاوم اذن، هل هي فتح ام حماس ام الجهاد؟ ام ان كافة اطياف الشعب الفلسطيني من يقاوم؟ الجواب الكل الفلسطيني يقاوم، لا احد يحتكر المقاومة ولا يحق لاحد الادعاء بانه كذلك.
2. عدد المعتقلين الاداريين المحتجزين لدى الاحتلال يصل عددهم الى 1050 معتقل منهم 600 معتقل من حركة فتح والباقي من حركة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية والمستقليين، فمن يتعرض للملاحقة والقمع اكثر اذن؟ الكل الفلسطيني يقاوم؟ فهل وجود 600 معتقل اداري من فتح يعني عدم وجود 450 اخرين من تنظيمات اخرى؟
3. عدد الشهداء في محافظتي جنين ونابلس اكثرهم من الجهاد الاسلامي لان اكثر الشهداء من الكتيبة التابعة للجهاد الاسلامي ومن ثم تاتي حركة فتح في المرتبة الثانية وبنظرة عامة واحصائية لعدد الشهداء فاننا نجد انه وخلال العام 2020 ارتقى( 49 شهيدا) (37) في الضفة والقدس المحتلة و(12) في غزة اما في العام 2021 (355) شهيدا ارتقى منهم في الضفة والقدس المحتلة (98) شهيدا وفي قطاع غزة (257) منهم (85) طفلا اما في العام 2022 فارتقى (234) منهم (178) في الضفة والقدس المحتلة وفي قطاع غزة (56) منهم (49) طفلا اما في العام الحالي والذي لم يمضي منه الا شهورا خمس فارتقى لغاية تاريخه( 164)منهم 125 في الضفة والقدس المحتلة وفي غزة (39) منهم (31) طفلا، اذن فمن يقدم الشهداء اكثر حماس ام فتح ام الجهاد الاسلامي؟ الجواب الكل الفلسطيني دون غيره وهناك نسبة من الشهداء ممن احتسبوا انفسهم على الله دون راعي ولا رعاية من جهة تنظيمية، وعندما سألت مؤسسة اسر الشهداء عن تصنيف الشهداء فصائليا كانت الاجابة على قدر فلسطين ان الشهداء لا يصنفون في المؤسسة الا على اساس فلسطين وان لا فرق بين شهيد واخر،فلماذا محاولة احتكار ولاية الدم، وهل يجوز احتكار الدم، من يريد ان يقف مع الشهداء ويوفيهم حقهم، فليقف مع اسرهم وذويهم وابنائهم واحبابهم. وان ينشر قصصهم ويوثق بطولاتهم ويحافظ على بقائهم احياء في الوعي الفردي والجمعي للامة العربية والاسلامية وليس لفصيل دون اخر، فمن استشهد اصبح عند ربه الذي هو رحمن رحيم تواب غفور.
4. عدد البيوت التي هدمها الاحتلال في مناطق جنين ونابلس تعود الى منفذي العمليات الفردية مثل رعد وضياء وغيرهم بالاضافة الى عدد من المنضمين الى حركة فتح وحماس والجهاد الاسلامي ، اذن من هو الاكثر تضررا من عمليات الهدم في اكثر ألمناطق سخونة.بالطبع الكل الفلسطيني يدفع الثمن.
ان كانت هذه الحقائق والارقام تتحدث بذاتها فكيف يصور اعلام حماس انهم اولوياء المقاومة وسادتها الاوائل؟ ماذا عن الجهاد الاسلامي، هل يقبل الجهاد الاسلامي ان يحمل حماس عدم مشاركتها في الجولاتين اللتان انقضيا في قطاع غزة ، ويتهم حماس انها نسقت مع الاحتلال و/او تهاونت لا سمح الله بدماء شهداء الجهاد ؟ بالطبع لا، فحركة الجهاد الاسلامي ولا السلطة اتهمت حماس بالتقصير.
كما ان حركة فتح و/او ما تبقى منها منقسمة بين مؤيد لمراون البرغوثى ومحمد دحلان وناصر القدوة واعضاء المركزية ومنير مقدح ومنهم اخرين مع هذا التيار او ذاك، اي انكم فزتم بهذه النسب الضئيلة على فتح المقسمة والمقسومة، فان توحدت فتح فكم مقعد ستحصلون في اية انتخابات مهما كان طبيعتها، وهل فوز فتح في انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل يعني ان حماس هزمت في الخليل مع انها معقل حماس؟ بالطبع الجواب لا.
علينا ان نتذكر الاتي:
1. ان الديمقراطية هي قيمة لا يجوز استخدامها للاستعراض والتخوين والانتصارات الوهميه على بعضنا البعض، بل يجب ان نعزز من قيم التسامح والمحبة والنضال المشترك لانتاج اجيال تتعاون وتتقن فن الجدال وتستثمر في الديمقراطية نهجا ووسيلة عمل.
2. علينا ان نتذكر ان المحتل يتربص بنا ويقتل ويعتقل ويصادر الاراضي دون تمييز بين الفلسطيني فنحن جميعا محل الاستهداف.
3. فتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية انتم خصوم سياسين ولستم اعداء، لا يوجد طرف دون اخر له الحق في تسويق نفسه انه صاحب الولاية والمرجع الوحيد، فان فزتم اليوم بانتخابات فانكم خسرتم غيرها في اماكن اخرى، ومن يربح اليوم هي الديمقراطية.
4. على انصار حركة فتح ان يتذكروا هذه الارقام والمعطيات جيدا ويثقوا بانفسهم جيدا ولا يمارسون هم ايضا اية حملات ضد حركة حماس ولا يضيعون وقتهم و/او جهودهم للدفاع عن حركتهم وتاريخهم الوطني وعليهم الا يخضعوا لحملات التشويه والتضليل، وان يدافعوا عن نهج قياداتهم من حيث التنوع فلديهم مروان البرغوثي ابو رعد و زكريا الزبيدي وغيرهم الكثير ولديهم الالاف من المعتقلين والشهداء ولديهم ابو مازن رئيسا يؤمن بالحل السياسي ولا يرى الا المقاومة الشعبية سبيلا، ولديهم كما لدى كل التنظيمات قصص نجاح وفشل، وفضائح فساد ولديهم الشرفاء والصادقين، لديكم تنوع وصراع دائم، فاقبلوا انفسكم وحركتكم كما هي، واصلحوا قدر ما استطعتم.
5. نحث ابناء حماس للدفاع عن حركتهم دون تخوين او نفي للاخر، واقبلوا حركة فتح والجهاد والشعبية وكافة الفصائل كجزء من النسيج الوطني والتنوع، واستخدموا المواقع الالكترونية كاداة للتسامح والمضي قدما في العمل الوطني المشترك وتذكروا ان الموارد والامكانيات التي بين ايديكم هي امانة وطنية ودينية يجب عليكم ان تحسنوا استخدامها في تعزيز الوحدة لا في الدفع نحو الفرقة.
6. علينا ان نطلق حملة وطنية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ندعو فيه لوقف التهجم والاتهام لبعضنا البعض وان نركز على القدس والمسجد الاقصى وعلى سرقة الاراضي واعتداءات المستوطنين وانعدام الامن والامان،وان نواجه حملات التحريض على المناهج التعليمية والتي كان لوزارة التربية موقف صلب عبر عنه وزير التربية قبل ايام ، علينا ان نستخدم وسائل الاعلام ووسائل التواصل كي نبني منظومة حماية وطنية تدافع عن الاسرى والارض والانسان وعن الراوية الفلسطينية التي تتعرض لهجوم غير مسبوق لا ان نسقط في خصام يقودنا الى عداوة لا تنتهي الا بصدام داخلي.
7. عندما ندعو حركة حماس لتغيير نهجها الاعلامي هو من باب الحرص على تضحيات ونهج حركة حماس كجزء من النسيج الوطني وليس من باب الاساءة و/او الاتهام، لان النصيحة تهدف الى التذكير بطريق الحق والحقيقة، فاننا نحتاج الى ايادينا معا، لان المرحلة التي نعيش وما هو قادم اشد واخطر على شعبنا الفلسطيني في القدس الحبيبة والضفة الغالية وغزة المحاصرة، فهل من مجيب؟!!!!!
المصدر – وطن